انخرط مبتكرا مسلسل Sherlock الشهير ستيفن موفات ومارك غاتيس في مغامرة أخرى من تحويل عمل كلاسيكي إلى مسلسل تلفزيوني، وهذه المرة مع شخصية دراكولا التي ابتكرها برام ستكور وتحويلها لمسلسل عصري. يحتاج مسلسل Dracula لبعض الوقت قبل أن يتشربه المشاهدون وينغمسون به، حيث يحاول دمج الكثير من العناصر المتناقضة مع بعضها البعض، لكن النتيجة النهائية مجزية للغاية.
في إحدى اللحظات، وفي أكثر المشاهد دقة وتوتراً، يستعرض لنا موفات وغاتيس شخصيتيهما الرئيسيتين: الكونت دراكولا والراهبة آغاثا فان هيلسينغ وهما يلعبان بالشطرنج. في الحقيقة، قوة المسلسل تكمن في العداء المتبادل بينهما جيئة وذهاباً والحدود الذكية التي يصلان إليها في تعاملهما مع بعضهما البعض. يبدأ كل شيء بعد ظهور المحامي جوناثان هاركر (جون هيفرنان)، والذي من الواضح أنه لم يعد الرجل الذي كانه في السابق، في دير في هنغاريا عام 1897. يخوض دراكولا وفان هيلسينغ حرباً، يستخدمان بها الألعاب الذهنية التي تترك صداها أكثر من أي شيء آخر.
وتعتبر محاولات فان هيلسينغ لتحطيم الحالة الذهنية لدراكولا ومكائد الكونت الخبيثة نفسها فيما يتعلق بنواياه تجاه آغاثا محور هذه الفصول الثلاث. ويشكل التفاعل بين هذين الخصمين الكلاسيكيين قوة كافية ليكون العمود لفقري للمسلسل، والذي ينغمس أحياناً بطابع من السخرية الكلاسيكية. كما أن هذه الحلقات الثلاث تبدو مختلفة عن بعضها البعض للغاية، وبالتالي فإن هذه الديناميكية بين دراكولا وفان هيلسينغ ذات أهمية كبيرة لتتمكن من إبقائنا مرتبطين بالقصة الأساسية.
في بعض الأحيان قد يشعر المشاهد بالجهد الذي يبذله المسلسل لمحاولة الارتقاء وحتى التفوق بالدهاء على نفسه مع تجسيد 2020 لشخصيات الكتاب الشهيرة (فان هيلسينغ و هاركر ومينا ورينفيلد ولوسي وغيرهم)، وحتى استعارة شخصية من حكاية مصاصي دماء أخرى قديمة، لكن التجسيد والتآمر ينجحان بشكل عام. إن وتيرة هذا الموسم الأول، والذي يشبه للغاية مواسم مسلسل Sherlock المؤلفة كل منها من 3 حلقات كل حلقة بطول فيلم، تسير بشكل جيد، وتستخدم أول حلقتين أسلوب "مقابلة مع مصاص دماء" لكشف القصة، وذلك عادة عبر سرد الأحداث التي حصلت بالفعل، والتي تقودنا إلى النصف الساعة الأخير المليء بالمفاجآت. وبفضل هذه البنية، يتمكن المسلسل من التعامل مع التفاصيل التي قد تبدو سخيفة بشكل مسبق قبل حدوثها، حتى تصبح أمواراً عادية وتمتزج بشكل طبيعي بالقصة.