يدور مسلسل Dark حول قصة غير معتادة متشابكة تربط عدة عائلات بعلاقات وانحرافات خارقة للطبيعة، تجري أحداثها في بلدة ألمانية، حيث يختفي فجأة طفلين صغيرين، ليفضح ويكشف أسرارا خطيرة لعلاقة أربع عائلات فيما بينهم.
تدور أحداث المسلسل في عام 2017 حيث يتعرض الطفل (ميكيل) للأختطاف ليجد نفسه في عام 1986 وتبدء رحلة البحث عنه من قبل والده الشرطي والتحقيق في جرائم اختطاف الأطفال وقتلهم ليكتشف سكان مدينة (ويندن) بقيادة (جوناس) أن هناك خطة وضعت عن طريق نظرية السفر عبر الزمن من قبل شخص غامض يدعى (أدم) من اجل تغير أحداث الماضي بالكامل عن طريق تدمير العالم وبداية حياة جديدة مختلفة.
هذا المسلسل الألماني، من إنتاج نتفليكس، تخطى حدود المُتوقع وظل يلُفّ في الزمن حتى تركنا غير مصدقين أن كل هذا الإبداع قادم من بلد الدويتشلاند وليس من هوليوود. المسلسل يقع تحت تصنيف الغموض والخيال العلمي، ويناقش موضوع السفر عبر الزمن حيث يبني حبكته الدرامية على حياة أربع عائلات وعلاقتهم فيما بينهم، حبكة درامية تتأرجح على الخط الفاصل بين الخيال والواقع.
تفاصيل قصة مسلسل دارك Dark
في بلدة اسمها "وندن Winden" بألمانيا، تُوجد مغارة أو كهف عميق جدا، داخلها يوجد ثُقب أو فجوة مُتصلة بثلاث بوابات زمنية، الأولى تؤدي إلى سنة 1953، الثانية إلى سنة 1986 والثالثة إلى سنة 2019. أي شخص يدخل إلى الفجوة في تلك المغارة يمكنه أن يسقط في أي زمن من الزمنيين على حسب البوابة التي اختارها عندما كان في المغارة. فمثلا الطفل "ميكيل" في بداية المسلسل كان ينتمي للزمن 2019، وعندما دخل للمغارة، اختار الجهة التي تُوجد فيها بوابة الزمن 1986.
هنا بالظبط بدأت الأحداث، عندما اختفى الطفل "ميكيل Mikkel" في الغابة في سنة 2019، بطريقة ما دخل ميكيل إلى تلك المغارة فوجد نفسه في العام 1986، ليُصادف الممرضة "اينيس كانولد Ines Kahnwald"، حيث قامت بتبنيه وتربيته ثم غيرت اسمه لـ "مايكل كانولد Michael Kahnwald".
بعدها كبر مايكل وتزوج "هانا كروغر Hannah Kruger" وأنجبا طفلا اسمه "جوناس Jonas"، ثم عندما استوعب مايكل أنه أتى فعلا من المستقبل وأنه لا يستطيع الخروج من الحلقة المفرغة التي ستعيش فيها عائلته مرارا وتكرارا إلى ما لا نهاية وأنّ لا أمل له للعودة إلى زمنه والرجوع لوالديه وعائلته، لم يستطيع التحمل فقام بالانتحار. هنا سيشرع والده "أولريش نيلسن Ulrich Nielsen" بالبحث عنه فيعثر على تلك المغارة بالصدفة التي سافر عبرها ابنه، لكنه لم يسافر إلى نفس الزمن 1986، بل بشكل مُقدر سافر عبر بوابة الزمن لعام 1953.
إذا فهمت الأحداث جيدا ونظرت إلى القصة من الأعلى، ستجد أنها عبارة عن حلقة مفرغة، لا بداية لها ولا نهاية، وستبقى تُعيد نفسها كل 33 سنة، وبعض شخصياته يعلمون هذا، أنه لا جدوى من محاولة السفر إلى الماضي أو المستقبل من أجل تغيير مسار هذه الحلقة والخروج منها. وكما أشار إلى ذلك صاحب محل صانع الساعات "H.G. Tannhaus" أنه نظريا لا يمكننا القيام بذلك، لكنه أضاف: يمكننا المحاولة. وهذا ما رأيناه تفعله كل من كلاوديا (الشخصية الكبيرة) وجوناس ( الشخصية الراشدة) وكذلك نفس الأمر ما يحاول فعله نوح.